عدد الرسائل : 257 العمر : 36 kemo.ahlamontada.com : www.q1l1.com/vb تاريخ التسجيل : 04/01/2009
موضوع: طبيب يروي "مجزرة" غزة عبر رسائل هاتفية قصيرة الجمعة يناير 09, 2009 7:41 am
يعرف عن الطبيب النروجي ماتز غيلبرت، البالغ من العمر 61 عاما، خبرته العميقة في العمل في مناطق النزاع. فعام 1982، جاء إلى لبنان لتقديم الخدمات الطبية خلال الاجتياح الإسرائيلي، كما عمل في أفغانستان. بعد ثلاثة أيام على بدء الهجمات الإسرائيلية على غزة، تمكن غيلبرت، إلى جانب زميله إريك فوس من دخول غزة لمساعدة ضحايا مستشقى الشفاء المكتظة. لتصبح غزة أسوأ مكان رآه الطبيب في حياته.
ألكسندرا ساندلز
يشبه غيلبرت أحداث غزة "بالمجزرة" ويقول أن ما شهده في الأيام الأخيرة هو "أسوأ" ما رآه في حياته. وأضاف أن المدنيين "ليس أمامهم أي فرصة" للخروج من خط النيران.
وقد قال غيلبرت للراديو السويدي "وحدة العناية الفائقة هنا تعج بالأطفال ذوي الإصابات البالغة. 25% من الضحايا هم من النساء والأطفال و45% من المصابين هم من النساء والأطفال. هذا أقرب ما يكون للمجرزة، إنه أسوأ ما رأيته في حياتي، خاصة أن المدنيين لا يملكون أي فرصة للنجاة. إنهم عالقون في قبضة من حديد ولا يمكنهم الخروج". يعمل غيلبرت وزميله حاليا على مدار الساعة لمساعدة الضحايا. ويعترف الطبيب أنهما يعيشان في غرفة في المستشفى وأن إسرائيل تقصف المنطقة و"يطلقون النار على الجميع وكل شيء". ويتابع غيلبرت "الطقس بارد للغاية والإسرائيليون يقصون المنطقة طوال الوقت. يطلقون النار على الجميع وكل شيء. في الأمس، قتل ثلاثة مسعفين حين كانوا في طريقهم لنقل جرحى".
لكن غيلبرت لا ينوي مغادرة غزة، رغم أنه يعرض حياته للخطر. "نحن هنا لمساعدة الناس وسنبقى هنا".
رسائل هاتفية قصيرة لنقل الفظائع مع منع اسرائيل الصحافيين من دخول غزة، وذلك رغم قرار المحكمة العليا بالسماح لثمانية صحافيين بدخول المنطقة، تواجه أحداث غزة خطر الإختفاء في التقارير، البيانات، الدعاية والأكاذيب. لكن بالأمس، تلقت الشعوب الاسكندينافية على الهواتف النقالة روايات شاهد عيان نادرة من داخل غزة. فقد بعث غيلبرت برسالة هاتفية قصيرة، تخبر الفظائع التي يشهدها في المستشفى وفي غزة، وحث الناس على التحرك. وانتشرت الرسالة في مختلف الدول الاسكندينافية وغيرها واحتلت عناوين الأخبار.
جاء في الرسالة التي تلقتها منصات من غيلبرت "نسبح بين الموتى، في الدماء والمشوهين. الكثير من الإطفال. نساء حوامل. لم أشهد في حياتي شيئا بهذه الفظاعة". ويتابع غيلبرت في رسالته أن سوق الخضار الأساسي في غزة قد تعرض للقصف في اليوم نفسه، ما أدى إلى مقتل 20 شخصا وجرح حوالي 80 آخرين. وطلب من الناس نقل الرسالة والتحرك. "مرروا الرسالة. افعلوا شيئا، ابذلوا المزيد من الجهد". "لا يجب أن نسمي أنفسنا أوروبيين لائقين إن لم نتصرف ضد ما يحصل. هذه عصابات وارسو لعام 2009"، هذا ما قالة الطبيب في وقت سابق للراديو السويدي.
هذه الرسالة الهاتفية الكاملة، مترجمة من النروجية: "هذا النداء القوي يأتي من ماتز غيلبرت، الطبيب النروجي الذي يساعد في مستشفى في غزة. قصفوا سوق الخضار الرئيسي في غزة قبل ساعتين. 80 جريحا. 20 قتيلا، الكل يأتي إلى مستشفى الشفاء. نحن نسبح بين الموتى، في الدماء، والمشوهين. الكثير من الأطفال. نساء حوامل. لم أشهج يوما أمرا بهذه الفظاعة. انقلوا الخبر. انقلوا كل شيء. افعلوا شيء. ابذلوا المزيد من الجهود. نحن نسجل التاريخ الآن".