واصلت الصحف المصرية حالة " الشماته فى الرئيس الأمريكى جورج بوش اثر واقعة ضربه بالجزمة من قبل الصحفى العراقى منتظر الزيدى أثناء مؤتمر صحفى يجمع بوش برئيس الوزراء العراقى نورى المالكى فى العراق أول أمس الأحد.
صحيفة الأهرام الرسمية المحافظة نشرت تقريراً عما ذكرته الصحف الأمريكية عن واقعة ضرب بوش بالجزمة تحت عنوان " إهانة بوش بالحذاء تجسيد للاستياء والغضب من سياساته في العراق .. الحادث مفعم بالازدراء ويشبه ضرب تمثال صدام عقب سقوط بغداد ".
وكشفت الصحيفة عن إجماع الصحف الأمريكية الصادرة أمس, علي أن الإهانة التي تعرض لها الرئيس الأمريكي جورج بوش بالرشق بالحذاء تعد تعبيرا عن حالة الاستياء والغضب من سياسات بوش خاصة في العراق.
أما جريدة الأخبار فقد نشرت تقريراً يتناول السيرة الذاتية لمنتظر الزيدى وقالت أنه يبلغ من العمر 29 عاماً و التحق بالعمل في قناة البغدادية العراقية منذ انطلاقها في عام 2005, وبرز اسمه عندما اختطفه مسلحون مجهولون أثناء توجهه لمقر عمله يوم 16 نوفمبر 2007 وأطلق الخاطفون سراحه بعد 3 أيام دون مقابل مادي أو فدية, مضيفةً أن الزيدي معروف عنه مهاجمة السياسات الأمريكية في تقاريره التي تبثها قناة البغدادية.
وقال الكاتب الصحفى محمد بركات رئيس تحرير جريدة الأخبار فى مقاله الذى حمل عنوان " بوش.. والحذاء الطائر!! " أنه لن ينسي أحد في الولايات المتحدة الامريكية والرئيس الامريكي بوش علي الاطلاق قبلة الوداع التي حصل عليها من العراق قبل اسابيع قليلة من انتهاء ولايته الرسمية.
وتساءل بركات قائلاً كيف ينسي بوش ذلك الوداع الحافل وغير المسبوق؟ والذي مثل لقطة نادرة الحدوث في عالم الرؤساء، تجسدت فيها معان كثيرة، ضمنت لها البقاء حية في ذاكرة العالم كله.
وأضاف بركات أنه " يعتقد أنه لا مبالغة في القول بأن تلك اللقطة الفريدة التي سجلتها عدسات فضائيات وصحف العالم كله، قد دخلت التاريخ واحتلت لنفسها موقعا متفردا بين صفحاته, وأحسب أن لقطة الحذاء الطائر في اتجاه رأس بوش، قد حظيت بما تستحقه من اهتمام كاسح من كل اجهزة الإعلام المرئية، والمقروءة في كل الدنيا، وانها أصبحت حديث العالم بلا منازع".
أما الكاتب الصحفى الكبير أحمد رجب فعلق ساخراً على الواقعة فى مقاله نصف كلمة " بعد جزمة المواطن العراقي منتظر الزيدي التي ودع بها عهد بوش الأسود نيابة عن العالم أجمع، أعتقد أن هذا الرئيس من ذوي الاحتياجات الخاصة سوف يضطر في أيامه الباقية إلي الظهور أمام الجماهير بسترة واقية من الجزم ".
وقال الكاتب الصحفى إبراهيم سعدة فى عموده الذى حمل عنوان " من أوسع أبوابه " أن الرئيس الأمريكي لن ينسى ما حدث له يوم الأحد الماضي في آخر زيارة قام بها لبغداد مضيفاً أن ما حدث لرئيس أقوي دولة في العالم لم يكن مهينا لشخصه وإنما إهانة بالغة للشعب الأمريكي عقابا له علي انتخاب بوش رئيسا للبلاد طوال الثماني سنوات الماضية.
وقال أن حذاء منتظر الزيدى الذي خلعه أثناء انعقاد المؤتمر الصحفي الذي حضره الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الحكومة العراقية نوري المالكي سيحظي بذات الشهرة التي سبق أن حظي بها حذاء خروتشوف منذ بداية الستينيات من القرن الماضي وحتي اليوم.
وأضاف سعدة أنه يتوقع أن التاريخ السياسي للأحذية سيفرد لما حدث في بغداد أمس الأول صفحات أكثر مما منحه لحذاء الوزير المصري الراحل زكي بدر تحت قبة مجلس الشعب أو لحذاء الديكتاتور السوفيتي الراحل خروتشوف، أثناء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة.
واختتم سعدة مقاله بقوله أن " حذاء مندوب القناة التليفزيونية العراقية قد اقتحم تاريخ أسلحة الدمار الشامل من أوسع أبوابه".
أما صحيفة الجمهورية فقالت تحت عنوان " تصفيق حاد في مجلس الشعب للصحفي العراقي قاهر بوش " أن جميع نواب مجلس الشعب صفقوا أمس أغلبية ومعارضة ومستقلين للصحفي العراقي منتظر الزيدي مراسل قناة البغدادية العراقية الذي قذف بوش بالحذاء خلال مؤتمر صحفي عقده الرئيس الأمريكي في بغداد.
وقال الكاتب الصحفى محمد على إبراهيم رئيس التحرير فى مقاله الذى حمل عنوان " حذاء أطاح بدولة " أن الحذاء انطلق كدانة مدفع وأصبح منتظر الزيدي أشهر من انتعله منذ اكتشفه الإنسان, موضحاً أن التاريخ خلد مشاهير اهتموا بأحذيتهم مثل نابليون ونلسون اللذان تنافسا في طول الحذاء "البوت" الذي يتعدي الركبة وهتلر وموسوليني اللذان كان الحذاء جزءا من شخصيتهما الطاغية وخروشوف الذي دق علي منصة الأمم المتحدة بالحذاء في الستينات.
وأضاف إبراهيم أن بوش حصل علي مكافأة نهاية الخدمة في العراق وهي جزمة الزيدي التى تعد أحسن تعبير يشعر به العراقيون تجاه بوش.
بينما قال الكاتب الصحفى محمد العزبى فى مقاله الذى حمل عنوان " من غير ليه بالحذاء " أنه حسم الأمر فلم يعد هناك حديث سوي ضرب "جورج بوش" بالحذاء في العراق, وقال أن حادثة الجزمة غطت على كافة الأحداث الساخنة الموجودة لأنها كانت على الهواء في حفل وداع أراده الرئيس الأمريكي الذي يستعد للرحيل بالذهاب إلي مكان جريمته في بغداد.
وتحدث العزبى ساخراً أنه في المرة القادمة علي الصحفيين أن يخلعوا أحذيتهم قبل مقابلة أي مسئول بعد أن اتضح أنها أسلحة كامنة. ومهينة.
بينما ركزت جريدة الأهرام المسائى على أن منتظر الزيدى خطط لرشق بوش بالحـــذاء منذ 7 أشهر اذا سنحت له الفرصة بحضور مؤتمر للرئيس بوش الا ان الاخرين اعتبروه مجرد كلام ليس أكثر, كما كشفت عن قيام عائشة ابنة الزعيم الليبي معمر القذافي بمنحه وسام الشــجـــاعة.
أما جريدة المصرى اليوم فقد أعدت ملفاً خاصاً حول الموضوع حيث تحدثت عن وجود " تعاطف شعبى وهيئة دولية للدفاع عن صاحب «حذاء الوداع» فى وجه بوش ", كما تحدثت عن أن " قبلة الوداع العراقية» لـ«بوش» تثير ضجة عالمية ", فضلاً عن تناولها قول الصحف الأمريكية والبريطانية والفرنسية حول أن ما حدث إهانة للرئيس الأمريكى .
وذكرت الصحيفة تحت عنوان " خروشوف رفعها فى الأمم المتحدة " ففى يوم ١٢ أكتوبر عام ١٩٦٠ وخلال الجلسة التحضيرية الـ ٩٠٢ للجمعية العمومية للأمم المتحدة، ظهر السكرتير الأول للحزب الشيوعى فى الاتحاد السوفيتى السابق نيكيتا خورشوف، وهو يضرب بحذائه على منصة الأمم المتحدة، اعتراضاً على الخطاب الذى ألقاه رئيس الوفد الفليبينى لورنزوسومولونج، الذى أكد فيه تأييد بلاده استقلال دول أوروبا الشرقية عن موسكو «التى تم ابتلاع (حقوقها) من قبل الاتحاد السوفيتى» على حد وصفه.
وقال الكاتب الصحفى سليمان جودة فى عموده الذى حمل عنوان " واقعة فيها بلاغة " أن أم الرئيس بوش كانت تصفه بأنه أغبى أبنائها، ولم يكن أذكاهم فى يوم من الأيام، وربما لهذا السبب، لم يفهم بوش معنى أن يقذفه صحفى عراقى بالحذاء.
حيث يحاول الرئيس الأمريكى التقليل من شأن الواقعة، وحاول إيهام الحاضرين فى المؤتمر، ومعهم المتابعون له، على امتداد الأرض، بأن الصحفى العراقى كان يهدف إلى مجرد لفت الانتباه إليه، عندما ألقى حذاءيه، واحدًا وراء الآخر، فى وجه رئيس أكبر دولة فى العالم!
وليس هناك شك، فى أن بوش، قد أحس بصدمة هائلة فى داخله، رغم أنه حاول أن يتظاهر بغير ذلك، وأن يتماسك أمام الكاميرات، وراح يجاهد فى سبيل الاحتفاظ بابتسامته،
ولكن.. كل هذا لا ينفى أن ما حدث هو أسوأ ختام لفترة رئاسة أى رئيس فى العالم، ولا ينفى أن بوش سوف يعيش وهو شاعر بالإهانة، مدى حياته، حين يعرف معنى أن يتلقى الحذاء فى وجهه فوق المنصة، على مشهد من الدنيا،
وأضاف جودة أنه لو تعرض بوش لطلقة رصاص، لكان أشرف له، ولكن الإهانة التى لحقت به سوف تظل لصيقة به، مدى الحياة.