لم تتوقف المظاهرات والاحتجاجات وحملات الاعتقالات الواسعة في أي من محافظات مصر، وذلك منذ بدء العدوان الأخير على غزة في 27 كانون الاول الماضي. جولة قامت بها مراسلة منصات في مصر، سلمى الورداني، لتقف على مجريات الأحداث.سلمى الورداني- القاهرة مظاهرات حاشدة في الاسكندرية-ح.م.[size=18]تشهد العاصمة القاهرة هذه الأيام مظاهرات واحتجاجات لمختلف القوى السياسية من اسلاميين وعلمانيين ويسار، احتجاجا على الهجوم البري الذي بدأته قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
كل ذلك وسط اعتقاد يزداد رسوخا في الشارع المصري بأن النظام قد تآمر مع إسرائيل على ضرب غزة، معطيا الضوء الاخضر لليفني، خلال زيارة لها جاءت قبل يومين فقط من بدء العدوان.
وكلما زاد غضب المواطنين، كلما ردت الشرطة علي المتظاهرين بالعنف والاعتقال واستخدام القنابل المسيلة للدموع والعصي المكهربة، كما والاستعانة بعشرات "البلطجية"، لفض المظاهرات الحاشدة في الشوارع والميادين.
وقد أحكمت قوات الأمن المصرية الحصار على شوارع وميادين العاصمة خصوصا في منطقة وسط البلد التي تحولت الى ثكنة عسكرية محتلة من قبل الأمن المصري وفقا لتعبير انتشر في الشارع المصري مؤخرا.
ورغم هذا الحصار الأمني، لم تتوقف المظاهرات التي ترافقت ومشاعر الغضب.
وفي اليوم الثالث للعدوان، أي في 30 كانون الاول، تظاهر أكثر من 7 آلاف مواطن أمام نقابتي الصحفيين والمحامين في القاهرة، في مظاهرات دعت اليها جماعة الإخوان المسلمين.
فما كان على قوات الامن الا ان طوقت المنطقة، كما وأغلقت قوات الشرطة شارع عبد الخالق ثروت على المتظاهرين.
وشهد يوم الاربعاء الموافق 31 ديسمبر الماضي موجة من أعنف التظاهرات والاشتباكات التي شهدتها شوارع العاصمة منذ الذكرى السنوية الاولى للحرب على العراق 2004.
فقد منعت قوات الأمن مظاهرة نظمها الائتلاف اليساري المصري الذي كان من المقرر أن يشارك بها مئات من نشطاء الأحزاب والقوى السياسية والحركات الاحتجاجية الشعبية تضامنا مع غزة، وذلك أمام مقر الجامعة العربية، وقت انعقاد اجتماع وزراء الخارجية العرب.
وقد قامت هذه القوات باعتقال نحو 4 متظاهرا كما والاعتداء على عدد آخر بالضرب.
كل ذلك دفع المتظاهرين إلى تنظيم مظاهرات أخرى متفرعة، انطلقت من أمام مقر حزب التجمع التقدمي وسط القاهرة، بمشاركة قيادات وأعضاء أحزاب، ومن أمام نقابة المحامين والصحفيين والأطباء.
ليتحول شارع رمسيس وغيره من الشوارع الرئيسية بوسط البلد الى مسيرات شعبية ضخمة عطلت حركة الشوارع.
وقد اعتقل الأمن خلالها مئات المتظاهرين، واعتدى على الكثير منهم بالضرب والركل.
فغير المتظاهرون مسار المظاهرة بعد القبض على عدد منهم ليتوجهوا الى شارع رمسيس حيث حاصرهم الامن وفرقهم بواسطة فرق من البلطجية.
ولكن سرعان ما استعاد المتظاهرون أنفسهم ليتوجه بعضهم الى حزب التجمع لمواصلة المسيرة، بينما احتمى البعض من قوات الامن داخل نقابة الصحفيين.
وفي عصر نفس اليوم انضم الآلاف الى المتظاهرين من الموظفين والطلبة والمواطنين، في مسيرات واسعة شلت الحركة في منطقة وسط البلد بأكملها، بقيادة جماعة الاخوان.
لتكون حصيلة الذين قبضت عليهم عناصر الامن 300 ناشط، في القاهرة وحدها!
اعتداء على الصحفيين واعتقال العشرات منهم
منذ بدء المظاهرات اعتقل نحو 200 ناشط وصحفي على الأقل.
وفي يوم الأربعاء الماضي،منعت الشرطة الآلاف من المتظاهرين من التوجه لجامعة الدول العربية لتلبية دعوى ائتلاف اليسار لمظاهرة أمام الجامعة، أثناء مناقشة وزراء الخارجية العرب الوضع في غزة.
وقبضت الشرطة على عدد من الصحفيين بينهم حمادة الكاشف وهدير المهدي الصحفيان بـ "البديل"،ورضوان آدم من "الدستور" وسيف جمال من "الكرامة" وإيمان عوف من "المال" ورشا عزب من " الفجر ".
كما اعتقلت كل من النشطاء مالك مصطفي وخالد عبد الحميد وسلمي شكر الله وسلمى سعيد وعصام شعبان وآخرين.
وقد تعامل الأمن بعنف شديد مع الصحفيين أثناء تغطيتهم المظاهرات، حيث اعتدى على بعضهم بالضرب والسب، واعتقل عشرات منهم، فضلا عن الاعتداءات المتكررة على المصورين والمراسلين خلال قيامهم بالعمل الصحفي.
غضب الطلبةوفي جامعة القاهرة تظاهر مئات الطلاب في 31 كانون الأول احتجاجا علي العدوان في مسيرة حاشدة دعت لها حركة "حقي" الطلابية.
وقد نجح الطلاب في الخروج من بوابة الجامعة وتنظيم اعتصام أمام البوابة الرئيسية للجامعة.
ونظم العشرات من طلاب المعهد العالي للسينما مظاهرة بمقر أكاديمية الفنون بالهرم احتجاجا علي العدوان أثناء امتحانات نصف العام.
وهتف الطلاب " غزة غزة رمز العزة " وردد الطلاب أغاني الشيخ إمام وسط حصار أمني مكثف.
وفي محافظة 6 أكتوبر، تظاهر عشرات الطلبة العرب المقيمين بالمدينة في ميادين المحافظة، احتجاجاً علي المجزرة في غزة وسط إجراءات أمنية مكثفة.
ونكس الطلاب الفلسطينيون الأعلام الفلسطينية المعلقة على منازلهم حداداً علي شهداء القطاع.
وتجمع مئات المصريين والعرب في إحدي الحدائق العامة بالمدينة وأدوا صلاة الغائب على أرواح الشهداء.
ولطخ بعض المتظاهرين يوم الاثنين الماضي، صور الرئيس مبارك بالطين أمام مبني المحافظة.
وفي جامعة عين شمس نظم عدد من أعضاء هيئة التدريس بقيادة الدكتور أحمد زكي بدر رئيس الجامعة مسيرة طافت الحرم الجامعي احتجاجا علي العدوان.
وأعلنت الجامعة حملة للتبرع بالدم لصالح ضحايا الغارات الإسرائيلية.
ونظم طلاب الإخوان بالجامعة مظاهرات طافت ايضا الحرم الجامعي.
وفي جامعة حلوان تظاهر عشرات الطلاب احتجاجا علي العدوان، وسط حصار أمني مكثف وهتف المتظاهرون " يا خايفين من اليهود.. افتحوا كل الحدود".
وفي الإسكندرية تظاهر أكثر من40 ألف طالب في جميع الكليات النظرية والعلمية بالجامعة وسط حصار أمني كثيف طوق مخارج ومداخل مبني حرم الكليات النظرية والعلمية، فضلا عن مبني كلية الهندسة خارج الحرم.
وهتف الطلبة "يا حكامنا كفاية حرام.. بعتوا الدم العربي بكام" و"علي صوتك قولها بعزة.. مش هانسيب إخوانا في غزة".
واشتبكت قوات الأمن المركزي مع الطلاب أثناء محاولتهم منع المتظاهرين من الخروج من الحرم الجامعي.
وفي أسيوط تظاهر أكثر من 10 آلاف طالب وأستاذ جامعي داخل حرم جامعة أسيوط، ورفع المتظاهرون لافتات تندد بما وأسموه "الصمت المصري وتواطؤ الحكومة مع الإسرائيليين في العدوان"، ودعا الطلبة لفتح فوري لمعبر رفح وتقديم أوجه المساعدات للفلسطينيين كافة وتأييد المقاومة الفلسطينية والاعتراف بشرعيتها في الدفاع عن نفسها ضد جيش الاحتلال.
وفي جامعة بنها تظاهر مئات الطلاب منددين بمحرقة غزة، وبدا طلاب الإخوان المظاهرة بترديد هتافات تحتج علي العدوان وتدين الموقف الرسمي المصري فتجمع الطلاب من الكليات التي تقع خارج الحرم للمشاركة في المظاهرة وردد الطلاب هتافات تدعو حكام الدول العربية بالتحرك لإنقاذ الشعب الفلسطيني والوقوف بجدية هذه المرة أمام مجازر إسرائيل.
وشهدت جامعة المنوفية مظاهرات حاشدة للطلبة تنديدا بالعدوان علي غزة، وشارك في المظاهرات نحو 4 آلاف طالب.
في الغربية، نظم نحو 5 آلاف طالب في جامعتي طنطا والأزهر مظاهرة حاشدة للتنديد بالعدوان. ورد المتظاهرون هتافات منددة بالهجمات والصمت العربي. وطالب المتظاهرون بفتح المعبر وطرد السفير الإسرائيلي.
وفي جامعة المنيا، تظاهر نحو 1500 طالب بمشاركة واسعة من قيادات حركة «كفاية» بالمحافظة وأساتذة الجامعة، وطاف المتظاهرون حرم الجامعة الذي حاصرته العشرات من سيارات الأمن المركزي.
وفي جامعة الزقازيق تظاهر المئات من أعضاء هيئة التدريس والطلاب احتجاجا علي ما وصفوه بالتواطؤ المصري في العدوان، وطالب المتظاهرون بطرد السفير الإسرائيلي.
وفي جامعة كفر الشيخ شارك 8 آلاف طالب في مظاهرات متعددة داخل الحرم الجامعي وفي بعض الكليات منددين بالمجزرة والصمت العربي.