حاجة فارة من القصف الى مدرسة بنات جباليا "ج". اطفال في احد فصول مدرسة "اسماء" التي قصفت- ح.م.
وفي أحدث التطورات، فقد لقي ضابط إسرائيلي مصرعه وأصيب ثلاثة جنود آخرين بجروح بعد إصابتهم بقذيفة مضادة للدروع شمالي قطاع غزة.
كما وسقطت 5 صواريخ كاتيوشا صباح اليوم الخميس من لبنان على شمالي إسرائيل، وقد اوقعت أربعة جرحى، في حين ردت القوات الإسرائيلية بقصف منطقة الإطلاق.
وقال
مراسل الجزيرة في القدس إلياس كرام إن خمسة صواريخ أطلقت من قرب بلدة الظهيرة اللبنانية الحدودية باتجاه منطقتي نهاريا وشلومي شمالي إسرائيل.
كما واكدت مراسلة الجزيرة بشرى عبد الصمد إن مصادر إسرائيلية استبعدت أن يكون حزب الله وراء عملية إطلاق الصواريخ، متهمة الجبهة الشعبية-القيادة العامة بالوقوف وراء الهجوم.
وقد أكد حزب الله لوزير الإعلام اللبناني طارق متري انه غير متورط في إطلاق الصواريخ.
كما أفاد مراسل الجزيرة بغزة وائل الدحدوح إن أحدث غارة على القطاع استهدفت سرايا القدس وأسفرت عن استشهاد ثلاثة من عناصرها.
كما واستشهدت فلسطينية وجرح آخرون في غارة إسرائيلية بشمال القطاع.
وفي وقت سابق، كثفت اسرائيل من غاراتها في الساعات الماضية حيث بلغ عددها نحو ثلاثين غارة متزامنة مع قصف مدفعي وبحري قويين.
كما وشهدت الليلة الماضية قصفا إسرائيليا مكثفا للمنازل الواقعة على امتداد الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر.
فقد تم تدمير أكثر من ثلاثين منزلا بعدما قامت الطائرات في وقت سابق بإلقاء منشورات طالبت سكان هذه المناطق، وعلى رأسها رفح، بمغادرة منازلهم حتى الثامنة من صباح الخميس، بعد الانتهاء من قصف المنطقة.
كما واتهمت
اللجنة الدولية للصليب الأحمر الجيش الاسرائيلي، اليوم الخميس، بفشله "بالوفاء بالتزاماته بموجب القانون الإنساني الدولي لرعاية وإجلاء الجرحى".
في احدى الحوادث التي عاشها اهل غزة، ذكرت اللجنة في تقريرها ان عمال الانقاذ وصلوا الى احد المنزل، حيث وجدوا أربعة أطفال صغار على قيد الحياة بجانب جثة امهم المتوفاة.
وجاء في التقرير " على الاقل، كان هنالك 12 جثة ملقاة على الاسرّة".
"هذا حادث مروع" قال بيار ويتاش، رئيس وفد اللجنة الدولية للصليب الاحمر في إسرائيل والأراضي المحتلة. وأكمل "الجيش الإسرائيلي يجب أن يكون على بينة من هذا الوضع، ولكنه لم يساعد الجرحى. كما ولم يساعدنا او يساعد الهلال الأحمر الفلسطيني لمساعدة الجرحى".
هربوا من الموت إلى الموت لم يتصور الآلاف من الفلسطينيين الذين فروا من مناطق القتال مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مختلف مناطق قطاع غزة إلى مدارس الأونروا، أن هذه المدارس ستكون هدفا لصواريخ طائرات الاحتلال الحربية التي لاحقتهم حتى في ملجأهم الجديد، خاصة أن الاعتقاد السائد كان دوما أن أي مكان ترفع فوقه أعلام الأمم المتحدة سيكون آمنا من القصف العشوائي المدمر.
علا المدهون- قطاع غزةالأحداث الأخيرة التي شهدها قطاع غزة خلال الأيام الماضية أثبتت أن لا مكان آمن في القطاع، وأن الكل معرض لخطر الموت حتى لو كان سائق عربة إسعاف أو موظف في إحدى المؤسسات التي ترفرف عليها أعلام الأمم المتحدة.
فقد فتحت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" 27 مدرسة من مدارسها قبل ثلاثة أيام، لإيواء آلاف الفلسطينيين الفارين من مناطق القتال، أو الذين دمرت بيوتهم جزئيا أو كليا في مختلف مناطق قطاع غزة.
وأعلمت الأونروا في حينه اسرائيل بإحداثيات منشآتها المنتشرة في كافة مناطق قطاع غزة حتى لا تتعرض للقصف اثناء العمليات الحربية الإسرائيلية.
زارت "منصات" عدة مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين من ضمنها مدرسة بنات جباليا الإعدادية "ج" ومدرسة "أسماء" المشتركة، لتجد مئات من الفلسطينيين الهائمين على وجوهم، حيث وضعت الأونروا كل عائلتين في احدى الفصول الدراسية.
وقد يصل العدد احيانا داخل الفصل الدراسي الواحد الى 20 أو 30 فردا في نفس المكان، فيما وفرت لهم الأونروا المياه والطعام وبعض الفراش والأغطية والبطانيات.
الحاج أبو زهير العمصي - 55 عاما - قال لمنصات "لقد هدم منزلنا في منطقة "السيفة" شمال قطاع غزة وأجبرنا الجيش الإسرائيلي على الرحيل عبر توزيع منشورات تطالبنا بمغادرة بيوتنا خلال ساعات.
وتابع "جئت الى مدرسة أسماء في مخيم الشاطئ أنا وعائلتي هربا من القصف الإسرائيلي اعتقادا مني ان المكان الذي يرفرف عليه علم الأمم المتحدة سيكون آمنا. ولكن ما حدث هو العكس! فلقد فوجئنا بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت المدرسة وقتلت ثلاثة رجال كانوا متوجهين إلى منطقة الحمامات مما أثار الخوف والفزع في نفوسنا".
أما محمد السودة -30 عاما - من سكان مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة فيتساءل "إلى أين سنذهب ؟ نحن لا نستطيع الهرب خارج قطاع غزة! فالحدود مغلقة ولا ندري أين نذهب. ففي البيت الموت يحاصرنا وفي مدارس الأونروا القتل يلاحقنا، والشارع أخطر من المدرسة".
ويضيف "القصف العشوائي في منطقة القرية البدوية حيث أعيش وأوضاعنا البائسة هناك، امور دفعتني أن أترك كل شيء ورائي وأن أهرب إلى مدراس الأونروا خوفا من الموت. ولكنني لم أكن أعرف أنني أهرب من الموت إلى الموت".
الحاجة أم ابراهيم شاهين تشتكي بأنها تركت كل شيء في بيتها وهربت الى مدارس الأونروا خوفا من الموت الذي بات يهددها هي وأبنائها.
وتقول لـ"منصات" ان الجيش الإسرائيلي دمر منزلهم وجرف أراضيهم الزراعية .
"لم يبق لنا شيئا هناك. لقد دمر الجيش كل شيء".
اما نوال- 35 عاما- وهي ام لسبعة اطفال، فتقول "الموت والحياة في غزة سواء! وانا لا اذكر يوم مر علينا بدون قصف. ولكن ما لم اكن اتخيله انهم يقصفوننا في مدارس الامم المتحدة".
موضحة انه "حتى لو عدنا الى بيوتنا، فلن يكون لنا حياة ونحن ندفع الثمن دائما في كل حرب".
وتساءلت "لماذا اعود الى ما كان يسمى بيتي؟ فهو بالنسبة لي مجرد جدران فقط لا غير".
الطفلة ريم المدهون ابنة العشرة أعوام وهي طالبة من طالبات مدرسة "أسماء" التي تم استهدافها، وما أن سمعت بنبأ استهداف مدرستها، حتى صرخت قائلة "يا إلهي الناس هربت من القصف إلى القصف".
وتتساءل ريم ببراءة "كيف استهدفوا مدرستي وكيف سأعود إليها بعد ذلك؟! لا يمكن أن أعود إلى المدرسة مرة أخرى. قد تقصفنا الطائرات الإسرائيلية ونموت".
وأضافت "الحمد لله أن منزلنا لم يقصف".
وما أن انهت ريم كلماتها حتى شنت المقاتلات الحربية الإسرائيلية غارة جوية استهدفت مكان قريب من منزلها وأحدثت ارتجاجا أشبه بالزلزال في المنزل، ما دفع الطفلة للهرب وهي تصرخ باكية " قصفوا المنزل..سنموت جميعا".
وفي لقاء مع "منصات" قال عدنان ابو حسنة المستشار الإعلامي للأونروا أن عدة مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين تعرضت إلى هجمات متعددة من قبل الجيش الإسرائيلي حيث تم اطلاق صاروخ من طائرة إسرائيلية باتجاه مدرسة "أسماء" التابعة للأونروا، ما أسفر عن مقتل ثلاثة من المدنيين الفارين إلى تلك المدرسة.
واشار الى ان مدرسة الشوكة في مخيم رفح للاجئين أصيبت ببعض الأضرار ايضا بسبب القصف الإسرائيلي، فيما أصيب سبعة من العاملين في مقرات تابعة للأونورا في مخيم البريج وسط قطاع غزة بجراح، حالة اثنين منهم خطيرة جدا.
وفيما يتعلق بمدرسة الفاخورة الموجودة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة والتي استهدفتها أمس الغارات الجوية الإسرائيلية، فقد قتل 42 مدنيا فلسطينيا وجرح العشرات.
وقال أبو حسنة أن الطائرات الإسرائيلية أطلقت ثلاثة قذائف سقطت خارج سور المدرسة وليس بداخلها ما أدى إلى مقتل عشرات الفلسطينيين وإصابة ثلاثة من النازحين بداخل المدرسة.
وأضاف "لقد أبلغنا الجانب الإسرائيلي بإحداثيات كافة منشآت ومدارس الأونروا لتجنيب المس بها".
وقد شدّد على أن منظمته طالبت بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة حول تعرض منشآت الأمم المتحدة والأونروا للقصف.