أًصول الفقـــه : الأمــــــر والنهـــــــــي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله

الأمـــــر

تعريف الأمر:
طلب الأداء على وجه الحتم والإلزام ما لم يقم دليل على خلاف ذلك.
كإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة في قوله تعالى : ”وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة“ ، وكالتعاون على البر والتقوى في قوله تعالى : ” تعاونوا على البر والتقوى

وقد يرد الأمر لمعان أخرى غير الإيجاب مع وجود قرينة دالة على ذلك المعنى ، كالندب والإباحة والإرشاد والتهديد والإكرام والتعجيز وغيرها.

دلالاته على الحكم ( موجِب الأمر)
لا خلاف بين العلماء في الأمر الذي معه قرينة في وجوب العمل بالقرينة وتفسير الأمر على ضوء تلك القرينة :
فإن كانت القرينة تفيد الندب فالأمر يحمل على الندب
وإن كانت تفيد الإباحة فالأمر يحمل على الإباحة
وهكذا.

ولكن الخلاف في الأمر المجرد عن القرينة (الأمر المطلق، الأمر الخالي عن القرينة)، فاختلافهم على آراء :
الجمهور: الأمر يحمل على الوجوب، فهو حقيقة في الوجوب، ومجاز في بقية المعاني.
قول آخر: الأمر يحمل على الندب.
قول آخر: الأمر يحمل على الإباحة.
قول آخر: الأمر لا يحمل على شيء، ونتوقف إلى ظهور قرينة دالة على معنى معين.

صيغ الأمر
صيغة الأمر (افعل) ، مثل أوفوا في قوله تعالى : “ أوفوا بالعقود“ ، وكونوا في قوله تعالى : ”كونوا قوامين بالقسط“.
صيغة الفعل المضارع المصدرة بلام الأمر: مثل فليصمه في قوله تعالى :“فمن شهد منكم الشهر فليصمه“.
الجملة الخبرية المستعملة في معنى الجملة الطلبية : مثل يُرضعن في قوله تعالى:“والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين“.
تعابير مثل كُتب في قوله تعالى : “كتب عليكم الصيام“ : وفرض في قوله تعالى:“ قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم“ ، وعلى في قوله تعالى : ”ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً“.

الــنـهـــــي

النهي في اللغة : المنع، نهاه عن كذا، أي منعه عنه
اصطلاحاً : هو طلب الكف على وجه الحتم والإلزام ، بحيث إذا تركه المكلف يؤجر على تركه ، وإن أتاه عوقب.
أو هو : طَلَبُ الكَفِّ عَن الْفِعْل عَلَى وَجْهِ الاستعلاء.

صيغه:
لا تفعل : ”ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء“ ، “لا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل“، ”ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلاّ بالحق“، ”وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بالتي هي أحْسَنُ“، ”لا يسخر قَومٌ مِنْ قَوْم عسى أنْ يكُونوا خَيرَا مِنْهُم“. .

أسماء الأفعال : مثل : ”مه“ بمعنى لا تفعل، و“صه“ بمعنى لا تتكلم.

قَدْ تَخْرُجُ صِيغَةُ النَّهى عَنْ مَعْناها الحقيقي إلى مَعانٍ أخرى تُسْتَفَادُ مِنَ السياق و قَرَائن الأحوال، كالدُّعاء، والالتماس، والتمني، والإرشاد، والتوبيخ، والتيئيس، والتهديد، و التحْقِير.
قال خالدُ بن صفْوان: لا تطلبوا الحاجاتِ في غير حِينهَا، ولا تطلبوا مِنْ غير أهْلِها.
قال أبو العلاء: وَلا تجلس إِلى أَهْل الـدنـايـا فإن خَلائقَ السـفَهَاءَ تـُعـْدِى
و قال أَبو الأسود : لا تَنْهَ عَنْ خُلـقٍ وتأتي مِثـْلـَهُ عَار عَليْكَ إذَا فَعَلْتَ عَــظِيمُ

دلالة النهي (موجِبه، مقتضاه) :
فيها أقوال :
الأصل في النهي التحريم (حقيقة في التحريم) إلاّ إذا وجدت قرينة على خلاف ذلك ، وهذا قول الجمهور.
الأصل في النهي الكراهة ، حمل النهي على أقل درجات التكليف.
التوقف إلى أن يتبين المراد من خلال القرائن. __________________
شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن

هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان

عمر بن الخطاب رضي الله عنه

أًصول الفقـــه : الأمــــــر والنهـــــــــي KJq07297